Blog

/ /

مبادرة لتعليم السجينات في أمن العاصمة: تمكين بالحرفة

في إطار الجهود الإنسانية الرائدة التي تبذلها دولة قطر في حماية حقوق الإنسان وتمكين كافة فئات المجتمع، أُطلقت مبادرة نوعية لتعليم السجينات في أمن العاصمة مهناً وحرفاً يدوية تشمل الخياطة، التفصيل، والتطريز، بهدف تأهيلهن ودمجهن في المجتمع بعد انقضاء مدة العقوبة.

التعليم من أجل التمكين

تهدف المبادرة إلى توفير بيئة تعليمية ومهارية تُمكّن السجينات من اكتساب خبرات عملية تُسهم في فتح آفاق جديدة لهن بعد الإفراج، حيث يتم تدريبهن على يد مختصين في مجالات الحرف اليدوية، ضمن برنامج متكامل يُراعي الاحتياجات النفسية والاجتماعية لكل متدربة.

استثمار الوقت بما ينفع

يُعد استغلال وقت العقوبة في تعلم مهارات جديدة خطوة إيجابية على طريق التهذيب والإصلاح، حيث تمنح السجينات فرصة لاكتشاف طاقاتهن وتوجيهها نحو الإنتاج والابتكار، مما يعزز ثقتهن بأنفسهن ويدعم عودتهن للمجتمع بأدوات جديدة للحياة.

الاستدامة في صميم المبادرة

واحدة من أبرز جوانب المبادرة هي تركيزها على الاستدامة البيئية والاجتماعية، حيث يتم استخدام أقمشة ومواد صديقة للبيئة، مثل:

  • الأقمشة القطنية المعاد تدويرها
  • ألياف طبيعية غير معالجة كيميائياً
  • بقايا أقمشة من مصانع محلية يُعاد استخدامها بدلاً من التخلص منها

هذا التوجه لا يدعم البيئة فحسب، بل يغرس في السجينات قيماً جديدة حول الاقتصاد الدائري، والوعي بأهمية تقليل الهدر وإعادة التدوير في كل جانب من جوانب الحياة اليومية.

كما يتم تعليم السجينات كيفية الاستفادة من قطع القماش الصغيرة وتحويلها إلى منتجات مثل الإكسسوارات المنزلية أو الحقائب الصغيرة، مما يعزز من مهاراتهن في التصميم والإبداع، ويهيئهن للعمل في مجالات الأزياء المستدامة، التي تشهد طلبًا متزايدًا في الأسواق المحلية والعالمية.

قطر والريادة في حقوق الإنسان

تأتي هذه المبادرة تأكيدًا على التزام دولة قطر الدائم بالمبادئ الإنسانية وحقوق الإنسان، إذ لا يقتصر دور مؤسسات الإصلاح على تنفيذ العقوبة فحسب، بل يمتد ليشمل التأهيل والتدريب وبناء الإنسان من جديد، بما يحقق العدالة الاجتماعية ويعزز الأمن المجتمعي.


الخياطة والتطريز: أكثر من مهنة

ليست الخياطة أو التطريز مجرد حرفة، بل هي لغة للتعبير، وفرصة لتجديد الذات، وبوابة نحو الاستقلال الاقتصادي. فالمبادرة تمنح السجينات القدرة على إنتاج أعمال ذات جودة عالية باستخدام مواد صديقة للبيئة، قد تكون نواة لمشروعات صغيرة مستقبلًا، تعيد لهن الأمل والكرامة.

ختامًا

نحن في دولة قطر نؤمن أن كل إنسان يستحق فرصة ثانية، وفرصة التعليم والتطوير داخل مراكز الإصلاح هي واحدة من أعظم صور الرحمة والعدالة. وبهذه المبادرة، لا نمنح السجينات مهارات مهنية فحسب، بل نُرسّخ قيمًا إنسانية نبيلة مثل العمل الشريف، حماية البيئة، والاستثمار الحقيقي في الإنسان.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *